"إنفيديا" تكشف النقاب عن شرائح الذكاء الاصطناعي ومنصات الروبوتات

في عالم التكنولوجيا السريع الخطى، كشفت شركة نفيديا النقاب عن العديد من الابتكارات الجديدة التي ستغير قواعد اللعبة. ومن خلال مؤتمرها السنوي للمطورين GTC الذي أقيم مؤخرًا، تم الكشف عن شرائح ومنصات وأنظمة ستؤثر بشكل عميق على مستقبل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبيانات الضخمة.

البطاقة الجبارة: شريحة B200 GPU

تخطف شريحة B200 GPU الجديدة من نفيديا الأنظار بمواصفاتها الخارقة. مع 208 مليار ترانزستور، فإن هذه الشريحة الرائدة تتفوق على سابقتها بأكثر من الضعف. وبقدرة معالجة تبلغ 20 بيتافلوب في الثانية، فهي تنطلق كسهم قاتل في سماء الذكاء الاصطناعي.

لكن ماذا يعني ذلك بالضبط؟ تخيل أنك تستطيع إنجاز مهام معقدة للغاية في غضون لمحات، بسرعة وكفاءة لم تشهدها من قبل. هذه هي القوة التي تتمتع بها شريحة B200 الثورية، والتي ستساعد على تسريع عمليات التدريب والاستدلال للنماذج الذكية بشكل هائل.

شريحة B200 الجديدة من نفيديا
شريحة B200 الجديدة من نفيديا

الجبار الأكبر: شريحة GB200 الفائقة

وكأن شريحة B200 لم تكن كافية، كشفت نفيديا أيضًا عن شريحتها الفائقة GB200، والتي تشبه في قوتها ذلك البطل الخارق الذي ينقذ العالم من الكوارث. بأداء يتفوق 30 مرة على شريحة H100، فإن هذه الشريحة الفائقة لا تقبل أي منازع.

تخيل قدرة هائلة على التدريب والمعالجة، مع توفير كبير في استهلاك الطاقة والتكاليف التشغيلية بنسبة 25%. هذا هو المستقبل الذي تعده لنا نفيديا، حيث يمكننا تدريب نماذج ذكاء اصطناعي ضخمة تتجاوز 27 تريليون متغير، وهو رقم يجعل أشهر النماذج الحالية تبدو صغيرة للغاية.

محرك المتحولات الجديد: سرعة ودقة متناهية

لكن القصة لا تنتهي عند الشرائح فحسب. لقد كشفت نفيديا أيضًا عن محرك المتحولات الجديد من الجيل الثاني، والذي يضفي سرعة ودقة مذهلة على عمليات التدريب والاستدلال. بقدرة معالجة مضاعفة وسعة نقل بيانات أكبر، فإن هذا المحرك سيدفع بالذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة تمامًا.

ولا ننسى خدمة NVLink المُحدثة، التي تتيح ربط ما يصل إلى 576 شريحة معالجة رسومات معًا، مع معدل نقل بيانات ثنائي الاتجاه يصل إلى 1.8 تيرابايت في الثانية الواحدة. هذه القوة الحاسوبية الهائلة ستفتح أبوابًا جديدة لمشاريع الذكاء الاصطناعي الضخمة التي كانت مستحيلة في السابق.

المنصات المتكاملة: NVL72 وغيرها

لكن لا تظن أن نفيديا تكتفي بالشرائح فقط. فقد كشفت الشركة أيضًا عن منصات متكاملة مثل NVL72، وهي وحدة حاسوبية خارقة تضم 72 شريحة معالجة رسومات و36 معالج مركزي، لتقديم قدرة حوسبة تبلغ 720 بيتافلوب في الثانية الواحدة. هذه القوة الحاسوبية الهائلة ستجعل المهام الصعبة سهلة كالهواء.

ولا ننسى أن عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وأمازون وجوجل وأوراكل تخطط بالفعل لاستخدام هذه المنصات في خدماتها السحابية، مما يعني أن قوة نفيديا ستكون في متناول العملاء حول العالم.

GR00T: منصة الروبوتات متعددة الاستخدامات

لكن إلى جانب الذكاء الاصطناعي، تتطلع نفيديا أيضًا إلى عالم الروبوتات. وقد كشفت الشركة عن منصتها الجديدة GR00T لتشغيل الروبوتات متعددة الاستخدامات، بالشراكة مع شركات رائدة مثل بوسطن ديناميكس وUnitree Robotics وFigure AI وغيرها.

تخيل روبوتات ذكية قادرة على التعلم من خلال مراقبة البشر، وفهم المحادثات والنصوص والأصوات المحيطة بها. هذه هي الطريقة التي ستغير بها منصة GR00T مفهوم الروبوتات، من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المتعدد الوسائط في قلب أنظمتها.

Jetson Thor: قوة حاسوبية لا مثيل لها

ولكي تدعم هذه الروبوتات الذكية، كشفت نفيديا أيضًا عن وحدة Jetson Thor، وهي وحدة قوية تضم شرائح BlackWell الحديثة وتقدم أداءً يصل إلى 800 تيرافلوب في الثانية. هذه القوة الحاسوبية الهائلة ستمكن الروبوتات من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي متعددة الاستخدامات بكفاءة لا مثيل لها.

Earth-2 API: فهم الأرض بشكل أفضل

لكن نفيديا لا تهتم بالذكاء الاصطناعي والروبوتات فحسب، بل تتطلع أيضًا إلى مستقبل أكثر استدامة. لذلك، أطلقت الشركة منصة Earth-2 API، وهي خدمة سحابية تستهدف الحكومات والمؤسسات لمحاكاة ظروف الأرض وتغير المناخ بدقة متناهية.

من خلال استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، يمكن لهذه الخدمة تحليل كميات هائلة من البيانات حول الغلاف الجوي والمسطحات المائية والرياح وغيرها، لتقديم صورة واضحة عن حالة الأرض في ثوانٍ معدودة. هذه المعلومات الحيوية ستساعد صناع القرار على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة التغير المناخي بشكل فعال.

شراكات استراتيجية ومستقبل واعد

ولا تكتفي نفيديا بكل هذه الابتكارات، بل تتطلع أيضًا إلى شراكات استراتيجية مع شركات رائدة في مجالات مختلفة. فقد أعلنت عن تعاونها مع شركات مثل ميدياتك وأنسيس وكادينس وسينوبسيس وشتربستوك وجيتي إيماجز، لتوفير حلول متكاملة في مجالات السيارات الذكية والتصميم والصور الرقمية.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إغفال الإشادة التي حظيت بها نفيديا من شركة آبل على نظارة الواقع المختلط الجديدة. فقد وصفها جنسن هوانغ بأنها "النظارة الذكية الوحيدة التي تمكنت من تقديم تجربة متكاملة مع إنجاز المهام، دون أي تنازلات عن الجودة وسهولة الاستخدام".

في ختام المطاف، يتضح أن نفيديا تسير بخطى واثقة نحو مستقبل التكنولوجيا. من شرائح الذكاء الاصطناعي الثورية إلى منصات الروبوتات المتطورة، ومرورًا بالحلول المبتكرة للبيانات الضخمة والتصميم الرقمي، تبقى الشركة في طليعة الابتكار والريادة.

لذا، لا شك أن المستقبل سيحمل المزيد من المفاجآت والإنجازات التي ستغير وجه التكنولوجيا كما نعرفها. ومع نفيديا في الصدارة، يبدو أن هذا المستقبل المذهل أقرب من أي وقت مضى.

المصدر